مقالات

إفتتاحية عافية العدالة .. طلاقة المؤسسات : هبة أكتوبر هي من أتاحت ذلك المتسع

المسار نيوز إفتتاحية عافية العدالة .. طلاقة المؤسسات : هبة أكتوبر هي من أتاحت ذلك المتسع

الظلم هو من يورد الأمم الهلاك ، وأعظمه هو الشرك بالله . ونقيض الظلم هو العدالة ، وهي المعراج الحق لبلوغ الغايات ورفاه الناس . ولقد شهد الناس خلال السنوات المنصرمة سوراً من العنت في حياتهم جراء تفشي الظلم والاستبداد الذي تبناه الحكم المقبور حتى يسر الله قيادة رفعت من شأن القسطاس وبالمقابل كبت الجور الأرعن .. وكل ذلك عبر تعافي المؤسسات وطلاقة المؤسسية .

•تغييب العدالة كان من صنف تعطيل المؤسسية تعجلاً لنفاذ المشروع الخديج .
•واذكروا يوم أن كانت قرارات وجدي صالح ولجنته الساقطة لا تقبل المغالطة بل تنال صفة (حجية الأمر المقضي فيه ).
•الفريق البرهان ونائيه ورفاقهم تمثلوا جهرية الدوشكا وجسارة المواجهة يوم أن ادلهم الخطب .
•سجن غندور وأنس ورفاقهم ومصادرة الحقوق من أصحابها وحرمان المفصولين من أعمالهم خطط لها أن تطول لولا هبة المؤسسة العسكرية .
لم يكن من صدح القضاء ببراءتهم من ذويي جرمٍ يستحق الحبس لولا كيد اليسار المشتط ، وتعجله أن يحسم الصراع في السودان خلال هوجة ما يطلق عليه (الشرعية الثورية) ، ثم من بعد يبسط رؤاه السياسية ومشروعه الثقافي بعد أن كبل المناوئين بالسجون . والفكرة بأكملها لم تكن معقدة ؛ كل ما هو مطلوب فتح بلاغاتٍ ضد قيادات الخصوم ، ومن ثم استغلال ما هو قانوني وحتى ما يتجاوز القانون للإبقاء عليهم دون محاكمات ، ذلك أن القضاء يستوجب أدلة دامغة للإدانة ويعلم المدعون أن أيديهم خالية الوفاض مما يشين أو يدين المحتجزين .
ومن هنا تعطلت مجريات العدالة ، وبات مجرد فتح البلاغ هو إيذان بسجن أبدي ، مبلغ أن بعض المحتجزين قضى نحبه داخل محبسه لتظهر براءته بعد أن فارق الفانية ، وحمل معه ملفات مظلمته ليوم توفى فيه كل نفس ما كسبت
ولم يقف تراجع العدالة وانتهاك معاييرها عند الاحتجاز وتلفيق التهم وحسب ؛ بل أن أكل أموال الناس بالباطل أصبح مشهديه يومية ، لا للتعريض بأصحاب الأملاك وحسب ؛ بل باستعراض القوة والاستبداد ، وأصبح المجتمع يضع يده على قلبه كلما أعلنت لجنة اليسار المقبورة بقيادة وجدي صالح عن مؤتمر بوكالة السودان للأنباء .. وتطاولت بطولات الرجل الوهمية أسبوعياً ، وأتيح له ما لم يكن متاحاً لرئيس مجلس السيادة أو رئيس مجلس الوزراء ، أو حتى للقضاء ، بل أن قراراته كانت تنال حجية الأمر المقضي فيه .
ثم أن اجتثاث كل من فيه نفس من التيار المحافظ منحت ذات اللجنة المستأسدة حق فصل أي عاملٍ أينما كان موقعه وكيفما كان تخصصه ، وعاد آلاف العاملين لديارهم ذات نهار ليخطروا الأسرة أنهم عادوا بلا عمل .
رغم ذلك الحيف القبيح إلا أن العدالة لم تمثل الضحية الوحيدة للحكم المقبور ، بل أن كافة  مؤسسات الدولة استبيحت مؤسسيتها ، وانتهكت أعرافها بهدف استزراع الفكر الشيولبرالي .
والعسكريون من طبع تكوينهم المهني أنهم أهل صبر وجلد ، ثم إن عيل صبرهم دمدموا كما الدوشكا ، وكما يشق صوت الرباعي هدأة الليل ؛ آخوا بين الأثقلين القول والفعل ، ونتاج ذلك كانت هبة الخامس والعشرين من أكتوبر .
وعلى رغم سطوة الأحزاب الرخوة ، وزبد الهتاف الذي صم الآذان رغم خداجه ، إلا أن ليلة واحدة قبرت ذلك الباطل في جبِ لا قرار له .. أصبح على الناس الصباح بمعزلٍ عن استئثار البعثي البغيض وجدي بمكبرات الصوت .. بلا لغة حمدوك المحنطة الرتيبة .. بلا فهاهة ود الفكي ، وبلا الصخب الدارج المسفه لقيم الأمة .
العدالة إذن استعادت عافيتها وغادر المحتجزون ظلماً السجون ببراءة قضائية غير مقدوحٍ فيها، وأحكام أكل أموال الناس بالباطل أحبطت وعاد لكل ذي حقٍ حقه ، وعاود العاملون مواقع أعمالهم يصوتٍ مسموع ورأس مرفوع .. واستعادت عجلة المؤسسات المؤسسية الراتبة مضياً نحو غاياتها ، وهو حصاد كان الناس يرونه بعيداً لكن هبة أكتوبر بقيادة الفريق البرهان وساعده الفريق حميدتي ورفاقهم، هي من أتاح المتسع عبر قناعةٍ مفادها أنهم لها إذا ادلهم الخطب .

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى