مقالات

في مثل هذا اليوم ستنا أم محمد عثمان : الفقد جلل وليس لنا غير الصبر

المسار نيوز في مثل هذا اليوم ستنا أم محمد عثمان : الفقد جلل وليس لنا غير الصبر

لم ترسم حرفا لكنها الحكمة والعلم اللدني

كتب محمد عثمان المبارك

في مثل هذا اليوم يوم  الأم لم يطاوعني القلم وضاعت مني الكلمات وجري بي الخيال وطافت علي الذكري التي هي بقاء وخلودا ولم تكن زكريات التي هن صدي السنين الحاكيات وهن في ذهاب وفي إياب بل كانت معي لم تغادر ناظري إنهن الأمهات والعمات والخالات وتحية خاصة لنساء بلادي والأمهات وفي مثل هذه الذكري العظيمة فلا جد ما أقول فإن الأم هي الحياة طعمها ومذاقها واذا ما رحلت رحل كل جميل وأفل كل ضوء ومن فاته وجودها ومن كان قربها ولم ينل من رضائها فقد أضاع عمره سدي وفاته خير الدارين وفي يوم عيدها لم أجد غير أن أعيد يوم أن كتبت عنها راثيا عليها الرحمة وكمال الرضوان .

تباغتنا المنيّة دون سبقٍ
ونمضي في طريقٍ عابرينا
ونبكي والبكاء يكون صمتاً
وجمعٌ للفقيد مودّعينا
وحزنٌ قد تأصّل في العروق
وآهات الفؤاد لها انينا
ونمضي للبعيد بذكرياتٍ
يمرّ بنا شريطٌ من سنينا
وما نملك سوى صبراً جميلاً
ما يجدي نواح القلب حينا
فوا أسفا على دنيا غرورٍ
تفتّتنا ونحن بها ابتُلينا

  مدرسة مرفوعة القواعد ، وركن شديد عند الأحن ، ورأي سديد يوم المحن ، وكتاب مكتمل الفصول وبائن السطور رغم انها لم تعارك الحروف فقد نالت الاجازة دون ان تسمع اجراس المدارس او تجلس علي ادراجها ، لكنها تخطت الدرج ونالت الحكمة وأكتسبت العلم اللدني ، كان صديقا لها المذياع متابعة للأخبار من البي بي سي ومتابعة للبرامج العلمية والطبية ومايدور في العالم  وتناقش فيما تسمع وتحفظ ما تسمع ملمة بنصائح الطب عارفة في علم التربية تقول لي ولأخوتي  افتحوا الكتاب تعرفوا الصواب فعرفت منها خير جليس في الزمان كتاب  ، لم تفك خطا ولم ترسم حرفا ولكنها كانت بحرا زاخرا بالمعارف ، والدتي الحنونة ، ستنا أم محمد عثمان ليك مني سلام ، وعليك السلام في دار السلام يا أم السلام التي علمتني وأخوتي السلام فحبتنا وأحببنا من حبها الأنام ، عليك الرحمة مدرستي ، عليك السلام دوحتي ، نعم والدتي فقدك جلل ومصابنا عظيم  ، وشكرا موصولا لمن شيع ، وشكرا موصولا لمن عزي، وشكرا لمن ابرق ، وشكرا لمن هاتف وشكرا لمن واسي فقد كنتم لنا سندا وكنتم لنا عضدا   ، فأنتم اهلي وأحبتي الغابة الضرية ، وانتم اهلي واحبتي سمح الاتر كما كانت تقول والدتي :  الغابة الضرية الأهل  ، وسمح الأتر المطر ، فقد كنتم بحر صبري ومعول كاسر الأحزان ، فلكم مني مالكم ،  ولكن سنة الحياة  هكذا ، وما كانت لهكذا الا لنقيضين الموت والحياة ، وقولنا لله ما أعطي ولله ما أخذ ، فقد تركتي فينا الحب ، وزرعتي فينا القلب السليم ، نعم يوم فراقك يوم أليم ، وانا لمحزونون  ، ولكن نسأل الله الصبر وقد بشر الله الصابرين  ، فقد كنت تفوقين الصبر صبرا ، فوداعا مدرستي ، وداعا والدتي في الخالدين أمي ، نسأل الله ان ينزلك منزلا مباركا ، وكما أخرجك مخرج الصدق ينزلك منزل الصدق مع الصديقين  ويجمعنا واياك مع الرسول الكريم في حوضه المورود ، مرافقين الذين تحيتهم فيها سلام واخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين  .
    فللأمهات تحية وللرحلات عفوا وغفران والكل ينادي أمي الله يسلمك .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى