راي المسار

كلامات التسوية .. وميض الإشارات الحمراء

حلف غود فري – فولكر – قحت : المعركة الأخيرة

خواتيمها ؛ الأمر نحو نصابه .. السيف صوب قرابه والليث سيد غابه

لا غرو أن تتكالب وسائل اعلام وسياسيين ونشطاء لاقناع الناس أن التسوية السياسية بين المعسكر الليبرالي والعسكريين مرمى حجر وأنها الواقع لا محاد . وتتحرك تلك الخيوط عبر حقيقة مفادها أنها معركة ذلك المعسكر الاخيرة فإما النصر الذي يقصم كل ما عداهم ، وإما التلاشي نحو قاع النسيان .
ويتملكني اعتقاد جازم أن امريكا لم تتعجل البعث بسفيرها الا بعد أن اقتنعت بإفشال المحافظين لبعثة فولكر . من هنا فإن غود فري قد حل كحملة مدد لإغالة عثرات فولكر قبل الغرق .
وكونها المعركة الأخيرة فقد استصحبت قحت القناة المباشرة ، وأغوت “المشاترين” من المعلقين بتصريحات تفيد بتمام طبخة قحت ، ورغم ذلك فقد كانت تصريحاتهم “كراع في المركب وكراع في الطوف” . ويلاحظ أن الضيفين الحزبيين كمال عمر وفضل الله برمة ناصر اعلنا موافقة الرئيس ونائبه على وثيقة المحامين واشار كل منهما على استحياء لملاحظات المكون العسكري ، كما أن أي منهما لم يشر الى أن ذلك القبول – إن صدق – يجئ من حيث المبدأ ، وهو أمر ليس بالجديد ، وقد سبق وردده البرهان بأنهم يباركون كل مبادرة شريطة أن تجتمع كلها لتجمع الأغلبية حولها . وأمر آخر هو ان الملاحظات التي اشار اليها الرجلان قد تفكك وثيقة المحامين بأكملها عندما يكشف عنها النقاب .
على الجانب الآخر يظل موقف الصف المحافظ هو الرفض المبرم للوثيقة ، ولا يمكن الاحتجاج بأن الرفض يأتي من الحركة الاسلامية والمؤتمر الوطني الا اذا اعتبر كمال عمر ومن شايعه السيد مبارك أردول وشيوخ الإدارة الأهلية حركة اسلامية .
وإذا كانت أهداف غود فري وفولكر لا تكترث أن تحترق البلاد في سبيلها ، فإن المكون العسكري لن يقدم على خطوة تنطلق عبرها جبال من الشرر تعجز كل عشم في الإطفاء .. البرهان يعلم جيداً الفارق بين قاعدة الطيب الجد وقواعد قحت مجتمعة .. يعلم جيداً الفارق بين قواعد وتأثير وكاريزما د. الجزولي وبين كمال عمر الذي لا يكاد يجتمع عليه ثلاثة بالمؤتمر الشعبي ..
وبعد ؛ هل يتصور عاقل أن يسلم البرهان القضاء والمحكمة الدستورية والخدمة المدنية والقوات الأمنية واستثمارات القوات النظامية ؟ هل ذلك في حكم المعقول ؟ .. لو أن الأمر كذلك لما أجهد البرهان والمكون العسكري أنفسهم بحسم الأمور في الخامس والعشرين من اكتوبر ..
وإذا كان الكثيرون يعبرون عن الاستغراب وربما الغضب إزاء صمت الجيش على تسريبات كمال عمر وبرمة ناصر ، فربما أنها الرغبة في تخدير ذلك المعسكر لحين إنضاج الخطوة الاستراتيجية عبر ترك حبل التسريب على قارب التصفيق والتصديق الأبله ، وتلك نزعة قحت ومن والاها .
وبالخواتيم ؛ فإذا كان غود فري هو الورقة الأخيرة لهندسة الجينات الوطنية ، فإن تصريحات كمال عمر “بمشاترة الجزيرة” ، وما تبعها من برمة ناصر هي ورقة قحت الأخيرة .. لكن يبقى أن البرهان “بطنو غريقة” ويعرف كيف يعيد الأمر لجادة النصاب ، والسيف لمستقر القراب ، والليث لشاجر الغاب ، كما فعلها في الخامس والعشرين من اكتوبر .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى