من صنوبر أوريغون وحتى غابات خاوتنغ في جنوب أفريقيا.. من لاهاي وحتى هلسنكي

غابات السودان تندب حظها في يومها العالمي

سيف الدين البشير

عندما يستحيل الغاب الآهل بالتنوع لجوالاتٍ من الفحم والطلح على جانبي الطرق القومية

وفي تأبين غابنا المهيب الآهل بالتنوع تتغنى نساء منطقة المغاوير شمال المتمة :
يمة الليلة وين نتشابا
الحاسابو ما بتغابى
تغرق مركب الخطابة
ما خلت عويد في الغابة
وفي الطريق إلى مصوع من اسمرا لحضور احتفالهم بالتحرير،  وعلى طول الطريق الجبلي ظلت سيارتنا تتعرض للتفتيش رغم أنها حكومية ، ورغم أنني على موعدٍ لحوارٍ صحفي مع الرئيس أسياسي أفورقي . سألت مرافقي إن كان التفتيش عن الأسلحة والمخدرات،  هز راسه وقال أنهم يلاحقون من يحمل فحماً ، بحيث يواجه عقوباتٍ رادعة .
وفي لاهاي مقابل مركز السكك الحديدية بركة ماءٍ قد يبلغ عرضها العشرة أمتارٍ تعقبها غاباتٌ شاجرة لا عهد لها بقسوة الفأس .. ولكم جالست البط وهو يعابث الماء مع صغاره غير هيابٍ ولا وجل “لا شرك ولا نبلة ولا خرطوش صيد” ..
وفي جنوب أفريقيا يتمدد الغاب أمام القصر الرئاسي وعبر العاصمة بريتوريا وكل مقاطعة خاوتنغ .. غابات هي مزيجٌ من بنفسج الجاكرندا وبعض أقرب للصنوبر ، أو هو بين الصنوبر والسنط .
وتفاحر بورتلاند بولاية أوريغون بالصنوبر وهو يطاول الجبال الخضراء عند خاصرة نهر كولومبيا ..
وفي هلسنكي عاصمة العلم والتقانة والحياد الإيجابي استضافتنا إحدى الغابات البرية يوماً بأكمله .. أوقف السائق السيارة بعيداً عن حدودها وقطعنا المسافة نحو مقهى الحارس مشياً ، ولا مجال أن تتغلغل السيارات داخل الغطاء الغابي ..
في يوم عيدها العالمي تحلم سهوب السودان بحمايةٍ من صنف ما تتمتع به غابات إريتريا وبورتلاند وخاوتنغ وهلسنكي
تحلم بغطاءٍ شجري يعيد العافية للحياة البرية ، ويصلح ك Natural Habitat لآلاف الكائنات التي تساكننا الكوكب .