مقالات

كونوا لها وجاء وصمام أمان

المسار نيوز كونوا لها وجاء وصمام أمان

للذين لا يعرفون جارهم ووصلهم مقطوع وطال غيابهم ومضت عليهم سنين الغربة حتي أضاعت ملامحهم وأعجمت لسانهم ولم تجدهم في يوم فال ولم تضمهم ساحة عرس ولم يقفوا في يوم شكر علي قبر عزيز ولم يمسهم رهق ولم يغشاهم العنت ولم يقطعوا الفيافي بحثا عن طبيب ولم تعرفهم الشوارع ولم يروا من في الطرقات مدلجا يبحث عن جرعة ماء ويفتش عن حبة دواء ومن يخرج صباحا مبكرا فتاح يا عليم رزاق يا كريم خاوي البطن فارغ الجيب اذا ما سأله الكمساري كان له مجيب معلم الله ، ومنهم من يملأه الحياء يقطع تلك المسافات مشيا علي الأقدام ويظل هكذا منواله حتي يموت كما الأشجار واقفا فمن الي هؤلاء ينظر ومن بجانبهم يقف والحال فوق ذلك بكثير وهنالك الذين عناهم صدر المقال ولم يتوقفون عن القيل والقال ويرسلون كلامهم من مدن بعيدة لم تغشاهم المعاناة ولم يبت أحدهم يوما رابطا علي بطنه حجرا ثم يدعي بطولة لم يعش بأرضها وليبس جلد نمر كذوب ويضع علي رأسه تاج نضال من معدن فاصو ثم يبث السموم في الأميين ويبعث الفتن للرويبضة ويده في الماء هل يستوي هو والذي يعيش في وسط النيران ثم من مدن ضبابه يرميه بشرر كالقصر وكل ما لاح بريق حاول أن يحجب ضوئه ولا ندري لمصلحة من يعمل ولصالح من يحارب وطنه فهذا هو الوضع الذي لا تخطيه العين الثاقبة وإنها مرحلة دقيقة فيها البلاد تخوض مخاض عسير ومنعطف أوشك أن يعصف بها وفتن هنا وهناك فإن لم يعد صوت العقل حاضرا ستأتي علي البلاد سنين عجاف لا تبقي ولا تذر وأصوات كثيرة تدعو الي الخراب ولكنها حتما ستجني السراب ما دام للوطن أبناء خلص مسلحين بحب التراب وقائد جيش مخلص يعيش بين شعبه حاضرا فرحه وكرهه ومازال في دعوته لأبناء وطنه أن كونوا وحدة ليكون الوطن شامخا مرسلا حديث الصدق قاطعا الطريق علي الذين يحرفون الكلم عن مواضعه ويسوقون الكلام علي علاته بأن هنالك تسوية تتم فهل في الوطن تسوية وهل الوطن سلعة معروضة للبيع والمقايطة كلا فالوطن في حدقات العيون وليس حلقات مسلسل كما يريدها قلم الكاتب أو صورة المخرج فهو عزيز رغم قساوة الزمن فهناك إحن ومحن وعقبات يمر بها الوطن ولكن بحكمة أبنائه والمخلصين الذين يعشقون ترابه حتما سيجتاز هذا المنعطف الخطير فالحل بين أبناء الوطن ولن ولم يأتي من خلف الحدود فأنتم الذين تعرفون بلادكم وأنتم غطاؤها وصمام أمانها فكونوا لها وجاء وإيطارا خارجيا يدفع عنها العواصف الهوجاء .

       *شندقاوي*

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى