راي المسار

نهر النيل : جرق حارة وكتين المصاب يتمادى

الصبر والحمد وتجاهل المركز

المسار نيوز نهر النيل : جرق حارة وكتين المصاب يتمادى

بقلم رئيس التحرير

آلاف المنازل تخر من شاهقٍ بعد أن أثقل كاهلها الوابل الثجاج ، وكلما تهاطل الركام ،وتمرد السيل “يكب على الأذقان” مساكن القوم ، كلما تضاعف الصبر ، ولهجت الصدور بالحمد والدعاء .
وأزل تأريخها تأنف ولاية نهر النيل أن تشتكي لغير الله ، ثم الاستعانة بأبنائها في مشارق الأرض ومغاربها للوقوف الى جانب القرى التي هجر سكانها المنازل الذائبة في المياه كقطع البسكويت ولجأوا لل”الحدب الصعيد الحلة” .. وهناك يفترش اليفع الحصى والرمل ، ويصبحون هدفاً سهلاً لكل هوام الأرض التي غادرت الأوكار نحو اليابسة ، شاملة الأفاعي والعقارب والذباب والبعوض ، فيما يظل لسان الحال الجمعي “الحافظ رب العباد” .
وطوال عقود خلت ظلت الولاية بمعزلٍ عن الدعم المركزي ولو على استحياء .
وغريب أن يهب المركز للتعاطي والتعاطف القومي ، وتجند طاقات الحكم لأزمات هي من صنيع البشر ، فيما يثَّاقل الحكم عن ذات المواقف تجاه أزمة هي ابتلاءٌ رباني لا يملك قاطني الولاية سوى التسليم ثم الحمد والصبر .
لكننا الآن نطالب الحكم بالوقوف موقفاً واحداً من جميع أمصار البلاد ، مثلما يطالب بالموقف الواحد تجاه الكيانات السياسية .
نهر النيل لن تتسول أحداً حتى الحكم رغم أن دعمها حق مستحق ليس بالمنة أو المنحة . وهي لن تنتظر المنظمات الطوعية غير الحكومية أن تلتفت لها ، وتعلم أن نشاط غالب المنظمات يراوح بين الأجندة المبطنة و”الشو” .. كل ذلك معلومٌ ، أما أن تغيب حتى من الدعم المعنوي وتفتقد حتى التصريحات المؤازِرة من القيادات فالأمر محزنٌ حقاً ..
أيها المركز ؛ هي نهر الخير :
حباب جنياتك البزموا السمح لي فالك
من هيبة اب حمد لي عن جزر شلالك
حباب شندي ام نفل مرحب حباب حلِّالك

المحروسة من زمن المكوك بي رجالك

ما شافوك مشلهتة شاكية من الجوع
وما ادانيت لي قدح اللئام مبيوع
مو عارية سمحك طبعك المطبوع
جبينك ضمة من بين الخلوق مرفوع

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى